مقابلة مع الملحّن الشهير كيفن بينكين حول Tower of God
نشرت شبكة كرانشيرول مقابلةً أجرتها مع المؤلف الصاعد كيفن بينكين والذي اشتهر بالعمل على عدّة أعمال ولعلّ أبرزها Made in Abyss وThe Rising of the Shield Hero وتنوّعت ألحانه بين القوية الصاخبة والكئيبة ممّا جعل حضوره في هذه الصناعة قويًا. ويعدّ Tower of God عملًا جديدًا بارزًا لكيفن والذي حاول فيه أن تبيّن ألحانه مدى غموض وخياليّة هذا العالم فتراوحت ألحانه بين الإلكترونية والجوقية العالية والتي تعتمد كثيرًا على الطبول.
دونكم أسئلة أجاب عنها كيفن بخصوص هذا الأنمي الذي يقتبس أوّل مانهاوا يقرؤها كيفن وكيف خلق هذا الطيف الموسيقي للعمل.
-تلحين موسيقى مسلسلٍ كامل أمر شاق ومثير للتوتر بالتأكيد، ما أوّل خطوة تتّخذها إبان العمل على مقطع موسيقي جديد؟
كيفن: لحسن الحظ أنّه في حالة المشاريع الجديدة، وخصوصًا الملهمة منها كـTower of God، يتملّكني سيل من الإبداع وتروادني بعض الأفكار الجديدة التي أودّ تجربتها. ولكن في لحظة ما يخمد هذا الحماس وأبدأ رفقة المساعدين بتخطيط ما سنفعله تاليًا، خلال هذه المرحلة لديّ الموهبة ولكن لا أعرف أين أضعها.
-ما الأبحاث التي تجريها قبيل الشروع في العمل وفي منزلك؟
كيفن: عليّ أوّلًا قراءة القصة الأساسية مثلما فعلت مع أنمي Made in Abyss، وأحسّ أنّ هذا ضروري لتصوّر عالم العمل وليس شخصياته فقط، ولأنّ Tower of God أوّل مانهاوا أقرؤها كان من الضروري أن أحاول جاهدًا التوصّل إلى صوتيات تمثّل حقًا العالم الفريد والأسلوب الفني الذي خلقته ريشة سيو.
-كيف أصبحت جزءًا من مشروع Tower of God؟
كيفن: أجريتُ محادثةً مع المنتج المساعد سايتشان والذي ظنّ أني الشخص المناسب لـTower of God، وبعد حديث مطوّل عن تفاصيل المسلسل تملّكتني الحماسة بخصوص الأفكار الموسيقية التي قد نطبّقها في هذا العمل وطلبتُ مباشرةً العمل عليه.
-أتجعل الموسيقى توافق مشاهد معيّنةً أم أنّك تؤلفها لتوافق الشخصيات أو توافق جواً عاماً؟
كيفن: الموسيقى هذه المرة لا تتزامن تماماً مع الصورة. الألحان التي ألّفتُها كانت مبنيةً على الشخصيات والأحداث، وبعضها ألّفتُه بعد أن ألهمتني صفحاتٌ رائعة في المانهاوا. الجميع كانوا متعاونين تماماً في هذه الطريقة التي تعدّ غير تقليدية بعض الشيء في مجال تأليف الألحان.
-في مقابلة سابقة تكلّمت عن نوع موسيقى أنمي The Rising of the Shield Hero’s ووصفتها بالسيمفونية الروحية الباروكية مع خليطٍ من موسيقى الروك بشكلٍ يناسب جوّ ألعاب تقمّص الأدوار، وتكلّمت عن موسيقى أنمي “صُنع في الهاوية” وقلت إنّ موسيقاه تصوّر ارتحال شخصيات صغيرة في عالمٍ فسيح عظيم. ما التصنيفات التي استلهمت منها جوّ Tower of God؟
كيفن: موسيقى هذا العمل متنوّعة، فأوّل مجموعة من الألحان احتوت على تركيبات مسلّية مثل القيثارات مدموجة بألحان “دبستيب” أو موسيقى “درم آند بيس” مع أنغامٍ من الجوقة البلغارية. ما وجدتُه ملائمًا حقًا لـTower of God هو التغيير المفاجئ والعدواني في اللحن وأظنّ أنّ المخرج الصوتي تاكايوكي ياماغوتشي قد فهم الأمر حقّ الفهم وتولّى اختيار موسيقى Tower of God خير التولّي.
-تنوّعت أنواع ألحانك بتنوّع أعمالك مثلما رأينا في عملك على أنمي صُنع في الهاوية وعملك على لعبة Florence، ولكن هل من تقنيات تدمجها وتعتمد عليها دائمًا في أعمالك؟ هل تظنّ أنّ صوتًا متماثلًا ما يربط بين جميع مشاريعك؟
كيفن: أجد في كل مشاريعي متعةً في ترجمة الإشارات البصرية إلى عوامل موسيقية، فالفكرة البصرية المتمثلة في إيضاح الفرق الشاسع بين الأشياء العملاقة والأشياء الضئيلة في صُنع في الهاوية تمثلث عن طريق جعل عدد صغير من الموسيقيين يسجلّون موسيقاهم في استديو فسيح. وأجد أنّ استعمال الألوان البسيط لكن الجريء في بعض لوحات المانهوا كان جذاباً، وهذا ما قادني إلى فكرة جعل الموسيقى تتغيّر تغييرًا مفاجئًا بين التصنيفات والتركيبات المختلفة، بينما حاولت أيضاً تأليف موسيقى واضحةٍ طبقياً. أعني أنّ الفروق بين الطبقات والمجالات العلوية والوسطية والمنخفضة في الألحان واضحة.
-هلّا رافقتنا رحلتك في إنتاج هذه المقطوعات الموسيقية من الألف للياء؟ ما الذي يحصل ما بين تولّيك للعمل وإنجازه؟
كيفن: بدأت بخربشة بعض المؤلفات المبدئية فورًا بعد تولّيّ العمل على مشروع Tower of God، وفي البداية ألّفتُ 13 مقطعًا موسيقيًا أعطيتُها للفريق فتقّبلوها لحسن الحظ. ولكن من بعد ذلك واصلتُ تأليف المقطوعات الموسيقية بحريّةٍ تامّة بينما نعمل في الوقت عينه جنباً إلى جنب مع مخرج الصوتيات حتى نتأكد من أنّنا نعطي كلّ أركان القصة ومحاورها حقّها.
وأيضًا رأيتُ في مشروع Tower of God فرصةً لأتعاون مع الملحنين الآخرين، فعملتُ مع أصدقائي الذين وضعوا بصمتهم في مجموعة من المقاطع الصوتية، كموسيقى “درم آند بيس” في بعض ألحان الحلقتين 2 و 3 واللتين كانتا نتاج تعاونٍ بيني وبين الفنان Feedingear.
هذه المرّة سجّلنا الألحان في جمهورية التشيك وبريطانيا. معزوفة الأوركسترا الوتريّة سُجّلت في قاعة دوفراك المذهلة الموجودة في مدينة براغ، كما قد عملنا مع بعض العازفين المنفردين الرائعين في لندن.
وأخيرًا دمجنا كلّ شيء (تحية منّي إلى السيد Matt Templeman الذي عمل على دمج الألحان) وأرسلناها إلى فريقنا في اليابان لتوضع أخيرًا في الحلقات.
-فيمَ اختلف Tower of God عن باقي المشاريع التي شاركتَ فيها؟
كيفن: كانت بالنسبة لي عدة تجارب بارزة أثناء هذا المشروع. لم يسبق لي أن أطلقت العنان لحسّي الإبداعي بحرية في أيّ مشروعٍ آخر هكذا. أشعر وكأنّي أجهّز للعمل على هذا المشروع منذ 10 سنوات، فالعمل على Tower of God أتاح لي التعاون مع أصدقائي وتسجيل ألحان الوتريات في قاعة دوفراك، كانت تجربة مختلفة ومميزة جدًا.
-تحدّثَت سابقًا عن تأثير ألعاب كـ Metroid Prime و Windwaker و Super Smash Bros في إيقاظ إلهامك الفنّي.. هل من أنميات أو ألعاب أخرى ساهمت بالمثل؟
كيفن: أنمي؟ سأختار Earth Maiden Arjuna و Ghost in the Shell و Spirited Away و Howl’s Moving Castle.
-ما الموسيقى التي تستمع إليها مؤخراً؟ وما الذي كنتَ تستمع إليه في خدمة Spotify؟
كيفن: ألبوم i,i من بون إيفار وكذلك ألبوم Museum من Myth & Roid وأحيانًا أستمع إلى الكيبوب… !
-ما الأغنية التي تحبها وتعلم أنه لا يتفرض بك ذلك؟
كيفن: أغنية Circle of Life من فلم الأسد الملك. أرى أنّ ألحانها عظيمة ولديها أعظم افتتاحية سمعتُها قطّ!
-هل من رسالة توجّها إلى معجبي مانهوا Tower of God أو إلى معجبيك؟
كيفن: أُنجز Tower of God بكلّ حب، وآمل أن تستمتعوا به لأنّ العمل عليه كان شاقًّا. أتمنى أن النتيجة كانت إيجابيةً، ومنّي إليكم كلّ الحب من أستراليا، واحرصوا على البقاء في سلامٍ في بيوتكم أثناء هذه المحنة التي يواجهها العالم.
المصدر: كرانشي رول