كرانشي رول في وجه المدفع وسط غضب الجمهور العربي
وسم #مقاطعة_كرانشي يتصدَّر قائمة الأكثر تداولًا في تويتر.. وانسحاب عضوين -على الأقل- من لجنة تحكيم “كرانشي رول” العربية لجوائز الأنمي.. وحساب “كرانشي رول” العربي على تويتر يخسر أكثر من 4000 متابع في أقل من يوم ويضطر إلى إغلاق الردود واستخدام خاصية الإخفاء.. لكن، ما الذي يحدُث؟
في وقتٍ متأخرٍ من ليل السبت، الـ14 من نوفمبر، أصدَرَت شركةُ “كرانشي رول”، عملاق بثّ الأنمي بتقنية المشاهدة حسب الطلب، بيانًا نُشِر عبر حساب الشزكة الرسمي الناطق بالإنجليزية في تويتر، تُعلِن فيه الشركة عن تبرُّعها بمبلغ غير مُفصَح عنه لمنظمتيْ “TransCanWrok” و”It Gets Better Project“، غير الربحيتَيْن، اللتان تقومان بـ”دعم” العابرين/المتحولين جنسيًا و”تمكينهم”، حيث تعمل الأولى على إدماجهم في سوق العمل، بينما تعمل الثانية على “إنتاج برامج إعلامية وموارد تعليمية مُلهِمة لتشجيع الشباب …”، كما وصفت المنظمة نفسها على موقعها الرسمي، وتأتي هذه الخطوة “احتفاءً بأسبوع التوعية بالعابرين/المتحولين جنسيًا”، على حد قول بيان “كرانشي رول”. أتى هذا بالتزامن مع خطوة مشابهة من شركة “فونيميشن”، خدمة البث المشابهة لـ”كرانشي رول”، حيث يُذكَر أن الشركة المالكة لـ”فونيميشن”، سبق واستحوذت على “كرانشي رول” بمبلغ يفوق المليار دولار، أواخر عام 2020.
في وقتٍ لَقيت فيه هذه الخطوة ترحيبًا، جزئيًا على الأقل، من الجمهور الناطق بالإنجليزية، إلّا أنها سرعان ما أثارت ضجةً لدى الجمهور العربي، ليُعلِنَ عددٌ من المؤثِّرين العرب في مجال الأنمي “مقاطَعَتهم” أو “وقف علاقتهم” مع “كرانشي رول”، حيث أعلَن محمد النعامي، مقدمّ قناة “إيه آي شو” العربية المهتمة بالأنمي والمانجا بأكثر من 600 ألف مشترك على اليوتيوب، وعضو لجنة تحكيم جوائز “كرانشي رول” للأنمي، عبر حسابه في تويتر عن توقفه “تمامًا عن التعامل” مع “كرانشي رول” ومُقاطَعته لهم حتى “يتم تصحيح الموضوع وإصدار تصريح منهم [كرانشي رول] عن الموضوع”، بحسب وصفه، وأشارَ النعامي إلى أن هذا الأمر لم يُرضِه، مضيفًا: “موقفنا واضح ومبادؤنا لا تحتاج إلى تبيين”، وأكَّد تواصَلهُ مع الفرع العربي للشركة للتأكد مما إذا كان موقف الشركة الأم يمثلهم أم لا، وحازت تغريدة النعامي على أكثر من 1000 إعادة تغريد، و5 آلاف إعجاب. وكَشَف حساب “أخبار الأنمي”، المُتابَع من أكثر من 245 ألف مُتابِع على منصتيْ تويتر وانستقرام، عن مقاطعته لـ”كرانشي رول” أيضًا، وإلغائه اشتراكهُ فيه. فيما أوضَح أبو علي، عضو لجنة تحكيم جوائز “كرانشي رول” للأنمي، انه أتَّخذ قراره بمقاطعة الشركة والانسحاب من لجنة التحكيم، وشدّد: “ربما لا علاقةَ لهم بالشركة الاجنبية، ولكنّهم يمثلونها لدينا”، وقال لــ”أنمي ثيرابي”، أنه “كان يجب على كل مسلم يغار على دينه أن يُبدي ردة فعل سلبية تجاه هذه القضية”، على حدّ قوله، مضيفًا: “الأمر اكبر من مجرد مسمى أنمي أو منصة أو شركة”، وشدَّد على أن العودة إلى اللجنة “اصبحت مستحيلة” حيثُ قال: “كنا ننتظر بيانًا واضحًا من الشركة يوضحون فيه موقفهم بصفتهم ممثلين عرب، ولكن ما شاهدناه من بيان كان واضحًا فيه جانب التهرب من الإجابة على الموضوع الرئيسي، وهذا الأمر أنهى الفرصة الاخيرة لموقفي من الشركة كلها وجعلني أنسحب بشكل نهائي … أنا ممتعض والكثير ممتعض”، في إشارة منه إلى البيان الذي أصدره الفرع العربي لـ”كرانشي رول” والذي تحدَّت عن تبرُّعات “كرانشي رول” الخيرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودعمها للقضايا المحلية مثل “الجوع، والتعليم، واللاجئين” ومساهمة عائدات الاشتراكات في “دعم صناعة الأنمي باليابان”، وعدم تطرُّق البيان لتبرع الشركة الأخير أو أيٍّ أمر آخر. ليختم “أبو علي” حديثه قائلًا: “موقف ضعيف من شركة كانت على مسار نجاح كبير في الوطن العربي”. وعلى الجانب الآخر، عَدَّ البعض الآخر ردات الفعل هذه “مُبالَغ بها”، حيث قال مغرِّد، بما معناه: “معظم الشركات تدعم هذا الأمر، نتفليكس وسوني وإكس بوكس وWWE وآبل … لِمَ التدقيق على “كرانشي رول” فقط؟”، بينما علّقت مغرِّدة أخرى، بما معناه: “كثيرٌ من الأنميات التي تتابعونها لا تُناسب ثقافتكم أو مبادئكم أصلًا”، وقال آخر: “كلُّ الشركات الترفيهية، حتى تلك التي تقدم محتوىً مفيدًا” تدعم هذا الملّف، والتزم مؤثرون آخرون تربطهم علاقة مع “كرانشي رول” بالصمت.
أدت هذه الحملة على مواقع التواصل إلى إطلاق وسوم وتغريدات ثناء على بعض مواقع وتطبيقات القرصنة العربية نظرًا لأنها لم تقم بذات الخطوة التي قامت بها الشركتان، وأبدى البعض الآخر “أسَفَهم” مؤكدين أنهم “اشتركوا بالخدمة بهدف دعم صناعة الأنمي، لا أيَّ شيءٍ آخر”، وبعد أيامٍ من الحملة كشف مغردان في وقت متقارب عن رسائل بريدية بينهم وبين الفرع العربي لـ”كرانشي رول”، إلا أنهم سرعان ما حذفا تغريداتهما وأكدا بقائهما على موقفهما بمقاطعة الشركة حتى صدور موقف واضح منها. ليس من الواضح تمامًا طبيعة العلاقة بين الفرع العربي لـ”كرانشي رول”، والشركة الأم، إلّا أن مقرّ الشركة يقع في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية، مع مكاتب رئيسة حول العالم؛ ليس من بينها مكتب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعني أن عائدات اشتراكات المشتركين في المنطقة العربية تَصِل مباشرةً إلى المقرّ الرئيس، على ما يبدو حتى الآن.
جدير بالذكر أن عدد المشتركين في “كرانشي رول” حول العالم قد تَجاوَزَ حاجز الـ3 ملايين مشترك في الـ28 من يوليو، 2020، ولم تُفصِح الشركة عن عدد المشتركين العرب في الخدمة، حتى تاريخ نشر هذا المقال.
- قام فريق أنمي ثيرابي بالتواصل مع “كرانشي رول” لإعطائهم فرصة التعليق وإبداء موقفهم في المقالة، وسننشر ردّهم فورَ وُرودِه.