مسلسل كاسلفينا كان من الأعمال المرتقبة لدى نيتفلكس نظراً لشهرة اللعبة المقتبسة. بشكلٍ عام كان الانطباع عن الموسم الأول إيجابياً، لكنه ترك وبوضوح المعجبين في انتظار المزيد، ليأتي الموسم الثاني في محاولةٍ لختم القصة وتلبية رغبات المتابعين. أتاحت لنا نيتفلكس فرصة مشاهدة الموسم الثاني قبل عرضه حتى نعطيكم انطباعنا الشخصي عن الموسم الثاني بشكلٍ عام وكيف كان مستواه مقارنةً بالأول. هذه المراجعة لا تتضمن أي حرق للقصة.
إن سألتني عن قصة الموسم الأول فسأقول أنها جيدة، بأهدافٍ ونقاطٍ واضحة عرضها المسلسل دون أي إضافاتٍ لا داعي لها. أما الموسم الثاني ففشل في تحقيق هذه النقطة تحديداً، فكانت القصة مليئة بالعديد من العناصر التي وجدتها بلا قيمة ومملة. ربما يمكن القول أن قصة الموسم الثاني يمكن تخليصها في 4 أو 5 حلقات بدلاً من 8.
من التركيز الذي لم أجد له طائلاً هي قصص بعض الشخصيات الجانبية مثل تابعي دراكولا، هيكتور وإسحاق، والتي لم أجدها ممتعةً بأية حال، بل كانت قصصاً عاديةً غير مثيرةٍ للإهتمام. التركيز على الشخصيات الجانبية كان كبيراً لدرجة أنهم ربما حصلوا على دقائق عرضٍ أكثر من الشخصيات الرئيسية الثلاثة حتى! ومن ناحيةٍ أخرى كان جنرالات دراكولا، مصاصو الدماء المقربون له والأكثر قوةً، بلا شخصيةٍ تماما، ولم ينطقوا بكلمةٍ طوال الموسم الثاني، كما لو أن لا قيمة لهم. الشخصيات الرئيسية الثلاثة هي أفضل ما في المسلسل، إلى جانب دراكولا، والحوارات بينهم كانت ممتعةً، لكن كما قلت فالشخصيات الرئيسية لم تحصل على الوقت الذي تستحق.
عموماً أرى أن قصة الموسم الثاني لم تحافظ على مستوى ونقاط قوة قصة الموسم الأول، فبينما كانت قصة الموسم الأول متناسقة ودقيقة، كانت قصة الموسم الثاني متشعبة بلا تركيز. القصة سارت على رتمٍ بطيء بقليلٍ من الأحداث والتطورات، إلى أن ختمت بطريقةٍ أراها غير مرضية.
من الأمور التي أود تحية فريق العمل عليها هي عدم تراجعهم عن فعل ما يريدون في هذا المشروع، أمرٌ ربما يعود للحرية التي أتاحتها لهم نيتفلكس. الدموية تحديداً كانت نقطةً أراد فريق العمل أن يبرزوها، لتأثرهم بأعمال عديدة من أولها بيرزرك(على حد قولهم)، ويمكنني القول أنها كانت واضحةً وموجودةً في العمل عموماً والقتالات تحديداً. إلا أنني رأيت إمكانية إضافتها للعمل بشكلٍ أفضل.
من الناحية البصرية كان العمل متذبذباً بوضوح. إحدى نقاط القوة كانت الخلفيات الجميلة، والتي ساعدت على بناء العالم بشكلٍ مقنع ومؤثر، وكانت ثابتة المستوى طوال المسلسل تقريباً. تصاميم الشخصيات هي من النوع الذي أفضله شخصياً، ومن الاختيارات الجيدة التي أشكر طاقم العمل عليها هو اختيار تصاميم أيامي كوجيما للعبة Symphony of the Night ليبنوا عليها تصاميم المسلسل. لكن الفرق واضح بين جودة تصاميم الشخصيات الرئيسية والجانبية. بالطبع لا يمكن أن أعيب على التصاميم احتواءها عدداً أعلى من المعتاد من التفاصيل، إلا أن هذا كان عبءاً واضحاً على طاقم العمل ما تسبب في خفض جودة الرسم في مشاهد عديدة. تفاصيل الملابس، كالشعار على ظهر بيلمونت، كانت متعبةً للرسام على حد قول المخرج سام ديتس، فما بالك بتفاصيل الوجوه التي ترسم دوماً وتتغير باستمرار؟ أرى أن فريق العمل كان لديه طموحٌ عالٍ عندما بدأ في العمل على كاسلفينيا، لكن هذا الطموح قد يكون سلبياً أحياناً.
طموحهم هذا لم يؤثر في تصاميم الشخصيات فحسب، بل في المشاهد المتحركة أيضاً. لاحظت العديد من المشاهد المتقطعة في تحريكها، خاصةً تلك التي تحوي حركة كاميرا معقدة. الرسام ومشرف الرسوم سبينسر وان قال أنها بسبب استعمال استديو تنقيح الرسوم الكوري للورق بدلاً من التابلت، ما تسبب في بعض المشاكل، لكنها مشاكل وأخطاء كان يمكن تصحيحها لو امتلكوا الوقت الكافي. كاسلفينيا بشكلٍ عام أعطاني شعور أعمال التلفاز ذات الميزانية المنخفضة من ناحية رسم الشخصيات وتحريكها، ربما لكون الاستديو الكوري المذكور سابقاً، MUA Film، قام برسم نصف المشاهد على الأقل، وغالباً رسم كل البينيّات. الحركة كانت ركيكةً عموماً، ومشاهد أخرى بالكاد تتحرك، لكن بعض المشاهد المهمة عوملت بشكلٍ خاص لتظهر بشكلٍ مبهر وجذاب.
الحلقة 7 من الموسم الثاني بالذات لفتت انتباهي بمشاهدها القتالية، وهي الحلقة الأكثر كثافةً بالمشاهد القتالية على أية حال. الفريق خلف تلك الحلقة كان نصفهم أو أكثر من حلقة بوروتو 65 الشهيرة، أولهم مخرج تلك الحلقة chengxi huang. ربما كانت الأفضل من ناحية الرسم والتحريك. أعتقد شخصياً أن سبينسر وان كان من دعاهم للعمل على هذه الحلقة.
الأداء الصوتي كان مميزاً فعلاً، ومن النقاط القوية في العمل. بعض الشخصيات لم أجد أداءها مقنعاً، لكن استمتعت بالاستماع لأداء الأغلبية العظمى من الشخصيات.
ختاماً أجد أن كاسلفينيا كان مسلسلاً جيداً يمكن أن يستمتع به معجبو اللعبة الأصل ومن لم يلعبها على حدٍ سواء. قد تشوبه بعض العيوب التي أثرت على التجربة، لكن لم يمنعني هذا من الاستمتاع بالجوانب القوية للعمل التي أعارها الطاقم اهتماماً خاصاً، كالدموية والمشاهد القتالية وغيرها.