أجرى الموقع الفرنسي Le Figaro مقابلة حصرية مع كاتب مانجا عصر-التمثيل تاتسويا ماتسوكي وكشف بها عن كيفية كتابته لمانجا عصر التمثيل!
كنت تنتج أفلامًا قبل كتابة المانجا، فلماذا اخترت التغيير؟
ماتسوكي: بالبداية، كنت أود أن أصبح مخرجًا. العمل السينمائي، عرض القصص وروايتها، هذا ما أردت القيام به. ولكن لسوء الحظ لم تتح لي الفرصة للعمل تحت الكاميرا وذلك بسبب كون إنتاج الأفلام يحتاج إلى الكثير من الأموال والمعارف حول العالم. عندما اكتشفت الـ”نيمو” (اللوحة القصصية الأولية للمانجا) رأيت مسابقةً لـجمب على تويتر، وأدركت أنه يمكنني أيضًا رواية القصص وتقديمها هكذا، حيث أن العمل على المانجا وكتابتها مشابهٌ لكونك كاتب السيناريو، والمصوّر، والمخرج كلها في آنٍ واحد. إنه تمامًا ما أردت القيام به، الذي تغير فقط هو وسيلة عرض أعمالي من أفلامٍ إلى مانجا.
إن النيمو الخاصة بك مليئةٌ بالمعلومات والتفاصيل. ما مستوى الدقة الذي تهدف إليه؟
ماتسوكي: مثلما يفعل أي مخرج، أنا أعطي المعلومات بحيث يكون الرسم تمامًا كما تخيلت أثناء كتابتي.
كيف التقيت بالرسامة شيرو أوسازاكي؟
ماتسوكي: بعد مسابقة جمب، نشرت مقالة عن المانجا عبر حساب مجهول على تويتر. كان أول اختبار لي في عالم المانجا وأنا لا أجيد الرسم *يضحك*. أطلعت أوسازاكي على النيمو الخاصة بي وشجعتني على الاستمرار، هذا عندما اكتشفت عملها الرائع، فقد كانت ترسم فتيات جميلات بعيون جذابة للغاية، ولذلك طلبت من المحرر الخاص بي التواصل معها حتى نعمل سوياً.
اشتهرت السينما اليابانية في فرنسا بسبب كينجي ميزوغوتشي أو أكيرا كوروساوا وممثلته المفضلة توشيرو ميفون. ما هي الذكرى الأولى المميزة بالنسبة لك للسينما؟
ماتسوكي: نشأت مع السينما الأجنبية، وأنا أحب بشكل خاص سبيلبرغ و روبرت زيمكيس وكذلك مايكل ج. فوكس الذي أعجبت به في فيلم Back to the Future.
كيف تبتكر الشخصيات التي لديها كاريزما عالية مثل تلك التي في عصر-التمثيل؟
ماتسوكي: هذا حقًا سؤال صعب. عليك التفكير أولًا في العالم الذي سوف تتطور الشخصيات فيه، فبالنسبة إلى يوناغي هنالك سمتان تجعلانها مميزة وتشكّلان شخصيتها. أولًا، هي موهوبة، مثل أي بطلة شونين جمب تقليدية. أعتقد أن من نسميه “عبقريًا” هو الشخص الذي يركز تمامًا على موهبته ولديه شخصيةٌ تتميز عن غيره. السمة الثانية هي نوع من خيبة الأمل نحو الممثلين السيئين، الذين أود سؤالهم: “لماذا تمثل بهذا السوء؟”. بالنسبة إلى كوروياما، لم أتوقع أن يصبح شخصية كاريزماتية. لا يتردد في التعبير عن رأيه، فهو جريء. نحن اليابانيون لا نجرؤ على التعبير عن أفكارنا بطريقة مباشرة.
كمؤلف، عليك توقع ردود فعل مختلف القراء. هل تفضل تقديم الأحداث بشكلٍ مفاجئ أم بشكلٍ هادئ؟
ماتسوكي: محرري هو أول قرّائي. عندما أكتب القصة، أتخيل ردود فعل مختلف القراء. أظن أحياناً أنهم سيعشقون هذه اللحظة الدرامية أو تلك وأنها رائعة حقًا، ولكن هذا لا يقتنع به دائمًا محرري. كأنني أكتب له تقريباً، أكتب تقريباً بشكلٍ مشترك معه في بعض الأجزاء. المواضيع التي أريد طرحها ليست دائمًا في مرحلة مناسبة لإطلاع قراء جمب عليها، ولكن بمساعدة محرري نصل للطريقة المناسبة لعرضها على الجميع بأفضل طريقة ممكنة.
لماذا تتمتع كي بمثل هذه الحياة الدرامية للغاية؟
ماتسوكي: أحتاج إلى أحداث دراميةً جدًا لموازنة موهبتها الرائعة في التمثيل، على ما أظن؟ فشخصٌ موهوب جدًا ولديه حياة رغيدة لن يكون شيقًا أو مثيراً للإهتمام لقراء جمب.
الإختبارات لأدواء التمثيل قاسية للغاية، هل جربتها؟
ماتسوكي: نعم، لقد ساعدت في العديد من الاختبارات، وأؤكد أنها اختبارات صعبة حقًا والاختيار صعبٌ حتى أنها تخلق بيئةً عدائيةً أحياناً.
هل تقديم المخطوطات الأولية للمانجا إلى المحرر مماثلٌ لاختبار الأداء؟
ماتسوكي: أود القول بأنه العكس تمامًا. في الاختبارات اليابانية، لا يقومون بتقييم مواهب الممثلين فقط بل يأخدون سمعتهم وسمعة وكالاتهم بعين الإعتبار أيضاً. أما لدى جمب، فإن مهارة المانجاكا هي الأولية وله الأفضلية بالنسبة لهم، فهم يقومون برعايتك أيضًا! وصدقني لم يدفعوا إلي لأقول ذلك *يضحك* . جميع المؤلفين الذين يرسلون مخططاتهم الأولية لديهم أفكار واضحة، وإن كانت فكرتهم جيدة سوف يتواصل معهم أحد المحررين لمناقشتها. أنا كنت استثناءً حيث نُشرت عصر-التمثيل بعد يوميكيري (أُصدر الون-شوت بسبب إحدى المسابقات)، وعادة ما تكون هناك العديد من المقالات قبل بدء نشر العمل.
لماذا الموت أمرٌ شائع في عالم كي؟
ماتسوكي: عندما فقدت كي والديها، بدا طبيعيًا بالنسبة لنا أن نعرضها لحوادث الموت بشكلٍ متكرر. لكن، بعد أن ذكرت ذلك، من الصحيح أنها تواجه الموت كثيرًا. بعض الأحداث مصادفات، مثل اضطرارها لحمايةٍ طفلٍ أو حادثة “جزيرة الموت”. حوادث أخرى كان هدفها مساعدة كي تعلم كيف تتعامل مع الحزن، كما هو الحال في أرك “Galactic Railroad” بناءً على وفاة والديها.
اختبار كي الثاني هو تعلم التمثيل مع شخص لا يشاركها نفس المبادئ، هل قمت سابقًا بكتابة سيناريو لا يناسبك إطلاقًا؟
ماتسوكي: في الواقع كلا، ولكن بالنسبة إلى عصر-التمثيل، يمكن أن يحدث ذلك. الشخصيات لديها طبيعةٌ معاكسة لطبيعتي. على سبيل المثال، في المجلد التاسع، هاناكو شخصيةٌ لا أفهمها جيداً *يضحك*. هذا أمر جيد، لأنها شخصية جديدةٌ علي وأجبرتني على تجربة أمور جديدة.
هل لديك فكرةٌ واضحة عن نهاية القصة؟
ماتسوكي: لدي فكرة دقيقة للغاية عن النهاية. الصفحة الأخيرة متواجدة في رأسي، ومع ذلك لم أقرر بعد طريقة الوصول إليها.
الوكالات تشكّل الممثلين والممثلات، هل تعتقد بأن هذا سيئ؟
ماتسوكي: نعم، من الواضح أن هذه مشكلة وأنا لا أحبها. يتساءل البعض ما إذا كان وجودها ضروريًا، وفي الواقع، هنالك… الكثير من الوظائف التي لن تكون موجودة لولا هذه الوكالات، لكني أود أن تكون موجودة بطريقةٍ أخرى.
المراهقون في هذا السن ليسوا متأكدين بعد من أنفسهم، مثل الممثلين، فهل هذا هو أحد أسباب نجاح عصر-التمثيل؟
ماتسوكي: لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة، وهذه نقطة مثيرة للاهتمام حقًا، لكننا لم نصل إلى هذا النجاح بعد *يضحك*. أعتقد أنه، في البداية، سيظن القارئ بأن كي يوناغي شخصيةٌ باردة بلا مشاعر. لكن، ومع استمرار الأحداث، ينمو إعجابنا بالشخصيات الثانوية التي حولها والتي تضيف المزيد من الأحاسيس للعمل. هذه الشخصيات هي التي تمكن القارئ من الارتباط بالمانجا وبـكي.
مانجا عصر-التمثيل بدأ تسلسلها خلال شهر يناير لعام 2018 بمجلة شونين جمب الأسبوعية، ولجميع معجبي عصر-التمثيل يمكنكم الإطلاع على الحساب العربي الخاص بالعمل.